لو دخلت أي مكان يضم مجموعة من البشر – إدارة ما – ورشة عمل – مستشفى – مركز شرطة وأمثالها ثم ناديت أو سألت أين توجد الإنسانية بمعنى بأي نوع من البشر نراها حقيقة لترافعت الأصوات قائلين (الإنسانية تمكن بالطبيب والممرض) وإذا تمعنت إجاباتهم تجدها صحيحة فلا أرحم وأعطف إنسان على المريض من الطبيب والممرض كلا الاثنين يحاولان معاملة المريض بكل جدية وصدق وبكل رأفة ورحمة ولو بإمكان أي منهما شفاء المريض بدقائق لفعل وهؤلاء يطلق عليهم ملائكة الرحمة ؛

هنا أتوقف وأضم صوتي لأصواتهم هذا ممتاز ولكن هل نجد الإنسانية بكل طبيب نعم إلا ما ندر لأن الرحمة الإنسانية تفيض من القلب الرحيم ولكن هل هذا الطبيب الذى عالج مريضا أصيب بالتهاب بمرارته ومكث تحت عنايته ثلاثة أيام بالمستشفى (( المستشفى حكومي ويوصف بالممتاز تابع لإحدى الوزارات )) ولا يعالج إلا منتسبي وزارته إلا بأمر من صاحب الصلاحية ؛

وبعد الاطمئنان على المريض وافق على خروجه من المستشفى بعد أن ثبت بجسمه أنبوبا لسحب السوائل من المرارة منتهي بكيس لجمع السائل وبالطبع وحسب ما يعرفه الكثير أن المريض هذا يستحق إجازة مرضية لمدة بقاء الانبوب بجسمه ولكنه أي الطبيب لم يمكن مريضه من الاجازة المرضية مما اضطره ليأخذ إجازة رسمية من عمله لمدة شهر بعدها يراجع الطبيب ليطمئن على سلامته ومن ثم أعطاه موعدا بعد شهر آخر دون أن يمنحه إجازة مرضية وبانتهاء الشهر الثاني وكان على موعد ليراه الطبيب وبما أن المريض دخل المستشفى بموجب أمر من صاحب الصلاحية وانتهاء مفعوله امتنع الطبيب من رؤية المريض إلا بعد تجديد هذا الأمر ليعاد فتح الملف ولا يزال الانبوب وتوابعه مربوطة بالمريض للشهر الثالث دون إجازة مرضية ؛

هنا السؤال اذا لم يجدد الأمر فما الحل هل سيبقى الأنبوب وإلى متى ومن ثم من المسئول عن آثار بقائه لو طال الزمن بعد هذا ألا ترون أن إنسانية الطبيب قد انمحت من قلبه وكان الأجدر به أن ينظر إليه ويتحقق من النتيجة طلبا لما عند الله ولكونه مواطنا ويغض النظر عن تجديد الملف حتى يتم ذلك ؛

بالله عليكم هل ترون أن الطبيب تجرد من الإنسانية التي يتصف بها حقا أقول ومن المؤكد أن الكثيرين سيقولون نعم تجرد من الإنسانية في هذه الحال لأمور هي (عدم منحه إجازة مرضية – عدم النظر إلى حاله في الموعد الثالث) علما أن المريض مواطن وبحاجة ماسة لإتمام علاجه وقد يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة أريد ردا ممن يمكنهم ذلك